الجديد

خاص// الرئيس قايد السبسي يعلن قريبا عن مبادرة وطنية للم شمل "النداء الموحد"

منذر بالضيافي
أكد الرئيس الباجي قايد السبسي، في معرض حديثه عن الأوضاع العامة في البلاد، وخاصة الأزمة الاقتصادية الصعبة، التي انعكست بصفة سلبية على أوضاع المواطنين من خلال تدهور المقدرة الشرائية، على أن أصل الأزمة اليوم في تونس، هو في المقام الأول سياسي بامتياز، وفق قوله.
وأرجع الرئيس ذلك في مقابلة خاصة مع موقع “التونسيون”، الى الأزمة التي شهدها حزب “نداء تونس”، والتي رمت بظلالها على المشهد السياسي، وعلى أداء الحكومة، دون أن ينفي مسؤولية الحكومة وخاصة الحالية، مشيرا الى أنها مع ذلك قامت بمجهودات، لكن الأوضاع ما زالت لم تتحسن، مثلما نأمل ومثلما يريد التونسيين.
وفي هذا الاطار شدد الرئيس الباجي قايد السبسي، على أن الأوضاع داخل “نداء تونس”، فرضت عليه قرار عدم الاكتفاء بدور المحايد، وأنه سيعلن خلال الأيام القليلة القادمة، عن مبادرة وطنية لإعادة بناء “النداء الموحد”، مبينا أنه كان يتوقع أن يتجاوز الحزب أزمته، خلال المؤتمر الأخير، الذي أشرف على جلسته الافتتاحية، وألقى كلمة دعا فيها الى ترميم الحزب.
وقال الرئيس، أنه وبرغم تمسكه بكونه رئيس لكل التونسيين، وأنه لا يتدخل في شؤون الأحزاب، الا أن ذلك لا يتناقض ومسؤوليته في وضع كل ثقله الان وفي هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها تونس، من أجل اعادة بناء “نداء تونس”، الذي اسسه وأراد له أن يكون اطارا مجمعا للعائلة الوسطية، بكل روافدها الرئيسية، وهو سر نجاح الحزب وفوزه في انتخابات 2014 التشريعية والرئاسية.
وتابع الرئيس السبسي، حديثه معنا مؤكدا على أن تونس اليوم في حاجة الى مشهد سياسي وحزبي غير مختل، والى اعادة الثقة في الطبقة السياسية وفي الأحزاب السياسية خاصة، وأن حزب “نداء تونس”، برغم كل المشاكل والأزمات التي مر بها، ما زال قادرا على أن يقدم عرض سياسي يقبل عليه التونسيين، وأنه انطلاقا من هذه القناعة فانه سيتحرك من أجل “توحيد العائلة الندائية.
وحول تفاصيل المبادرة التي سيعلنها للم شمل النداء، أكد الرئيس السبسي على أنها ستكون استمرارية لنتائج المؤتمر الأخير، وذلك عبر دعوة كل قائمة اللجنة المركزية التي تضم 217 شخص، دعوتهم الى لقاء واحد ودون اقصاء، من أجل تصعيد قيادة تكون محل قبول الجميع، وتحت اشرافه المباشر.
ولضمان نجاح هذه المبادرة أكد الرئيس الباجي قايد السبسي لموقع “التونسيون” على أن القرار سيكون ديمقراطي وفي اطار مراعاة مصلحة الحزب، مشددا على أن هذه المبادرة لن تكون ضد أي طرف، وأنها من أجل طي الخلافات الجديدة والقديمة التي لحقت بالحزب.
وشدد الرئيس قايد السبسي، على أن تجاوز الخلافات داخل النداء ممكنة، وهذا ما جعله يقرر المبادرة وهو الذي ناي بنفسه عن كل تدخل في حياة الحزب، وأضاف أنه سيلعب دور الحكم، مبرزا في هذا الاطار أنه مخول للعب هذا الدور بنجاح، على اعتبار أنه قرر أن يكون غير معني بالترشح للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، لا التشريعية ولا الرئاسية، وأن أولويته المطلقة هي انجاح مسار الانتقال الديمقراطي.
وقال الرئيس السبسي أن “نداء تونس” بعد تجاوز خلافاته وتوحيد قياداته وأنصاره سيكون رقما اساسيا في الانتخابات المقبلة، وأنه سيحرص على أن تكون قائمات الحزب للتشريعية المقبلة موحدة وتخضع لمعيار الديمقراطية والكفاءة، مشيرا الى أنه سيشرف بنفسه على هذه العملية.
كما لم يستبعد الرئيس السبسي، أن تكون لحزب “نداء تونس”، تحالفات مع العائلة الوسطية بعد الانتخابات، مشيرا الى أنه حينها يمكن الالتقاء في عمل جبهوي، مع أحزاب مثل “تحيا تونس” و “مشروع تونس” وكل الأحزاب الوسطية.

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP