الجديد

الياس الفخفاخ: المرشح "الأقل ضررا" لرئيس الجمهورية

خديجة زروق
فاجأ اختيار رئيس الجمهورية قيس سعيد لإلياس الفخفاخ لتشكيل الحكومة إلى حد ما المتابعين لسببين على الأقل، برغم ورود في الترشيحات من قبل الأحزاب السياسية لرئيس الجمهورية.
ذلك أن إلياس الفخفاخ يضطلع بدور قيادي في حزب لا تمثيلية له في مجلس نواب الشعب علاوة على أن اسمه لم يقع تداوله بكثرة ضمن الشخصيات الأقرب لدخول قصر الحكومة بالقصبة.
و لكن هذا التكليف كان من الناحية الشكلية محترما لمنطوق الفصل 89 من الدستور الذي يمنح في وضعية الحال رئيس الجمهورية سلطة تقديرية في تحديد “الشخصية الأقدر ” و احترم فيه قيس سعيد مبدأ التشاور مع الأحزاب السياسية لان حركة “تحيا تونس ” على سبيل الذكر قد قدمت اسم إلياس الفخفاخ ضمن الاسماء التي اقترحها.
و تفاعل رئيس الجمهورية الايجابي مع هذا المقترح يحيل إلى دور ممكن ليوسف الشاهد في الدفع نحو اختيار الياس الفخفاخ و هو الذي تشهد علاقته مع قيس سعيد و بعض المقربين منه تطورا لافتا.
هذا العامل قد يلعب دورا هاما في ضمان استمرارية الدولة و المرفق العام من ناحية و قد ينعكس سلبيا في إعاقة كل عملية إصلاح أو محاسبة ممكنة لحصيلة المرحلة السابقة.
لم يلفت إلياس الفخفاخ الانتباه كلاعب أساسي في المشهد السياسي إلا خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة عند ترشحه و قيامه بحملة لفت فيها خطابه شيئا من الاهتمام، اذ ظل طوال مسيرته في حزب التكتل، في الصف الثاني من القيادات، و حتى مروره بوزارة المالية زمن الترويكا ، فإنه لم يقدم حوله تقييما موضوعيا.
و بقي الأمر يتأرجح بين من يعتبر أن إلياس الفخفاخ كان أداة في خدمة حركة النهضة و بين من يعتبر أنه قد شرع في إصلاحات، كانت وراء إبعاده من وزارة المالية.
و إذا كان حزب التكتل في حالة فقدان وزن لافتة من الناحية الشعبية و الانتخابية فإن لديه مداخل مهمة لدعم إلياس الفخفاخ سواء وطنيا أو دوليا.
تكفي الإشارة الى علاقات قيادييه بالمركزية النقابية و قطاع المال و الاعمال و البنوك و “اللوبيات الجهوية ” إلى جانب علاقته مع الأحزاب الإشتراكية في العالم و التي مهدت له طريق ربط الصلة مع دوائر القرار و والنفوذ في عدة دول.
من هذه الزاوية يمكن اعتبار إلياس الفخفاخ مزيجا بين استمرارية “السيستام ” و تجديد بعض مفاصله .
كما أنه  يمثل أيضا الجيل الجديد من القيادات السياسية و لم يعرف عنه ميل للسجال بقدر ما هو ميال إلى الحوار الهادئ و هذا عنصر هام و لكنه غير كاف لأن ادارة فريق حكومي تحتاج إلى أكثر من الهدوء في التفاعل.
أشار إلياس الفخفاخ أول تصريح له بعد توليه خطاب التكليف  إلى ما يريد توفيره في فريقه الحكومي، و من أهمها أن تكون الحكومة مصغرة لا يتجاوز عدد افرادها عشرين عضوا على اقصى تقدير.
و هذا الاختيار هو الامتحان الاول لإلياس الفخفاخ في مواجهة أسلوب “الابتزاز الحزبي ” بمنح الثقة أو حجبها و هو ابتزاز يفتح الباب أمام المحاصصة و تغليب الولاء على الكفاءة و إذا ما نجح في هذا الامتحان فإنه قد يرسل إشارات ايجابية للتونسيين.

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP