الجديد

بين ترامب وايران .. العصا و الجزرة ! / تحليل اخباري/

ابتدأ موقع اذاعة “مونتي كارلو” الفرنسية تحليل تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب حول ايران بهذا السؤال: “هل هو الغزل بين طهران وواشنطن؟ … وتابع ذات الموقع مشيرا الى أن “إيران “تستعيد” البراغماتية.. وحديث ترامب بين الضغوط والتطمينات”؟. في ما يشبه “العصا و الجزرة” .

قبل أيام من تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، أفادت عدة وسائل إعلام بإزالة السلطات الإيرانية العلم الأميركي المرسوم على مدخل القصر الجمهوري، حيث كان يُجبر الزوار على الدوس عليه. ومنذ توليه المنصب، أبدى مسؤولون إيرانيون كبار، بينهم الرئيس مسعود بزشكيان، انفتاحا على الحوار مع ترامب، الذي وصف التقارير حول تعاون مع إسرائيل “لتفجير إيران وتدميرها” بأنها “مبالغ فيها إلى حد كبير”، رغم الإعلان عن العودة إلى سياسة “الضغوط القصوى”.

فقد شدد ترامب الأربعاء 05 فيفري 2025 أن إيران “لا يمكن أن تمتلك السلاح النووي”، بعد يوم من توقيعه أمرا يعيد فرض سياسة “الضغوط القصوى” على طهران. لكنه أضاف: “أريد أن تكون إيران دولة عظيمة وناجحة، لكن أريدها أيضا أن تكون دولة لا يمكنها امتلاك السلاح النووي” مضيفا “أفضل اتفاقا نوويا سلميا مع إيران خاضعا للتفتيش يسمح لإيران بالنمو والازدهار سلميا”.

وقال أيضا إن التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة “بالتعاون مع إسرائيل سوف تفجر إيران وتدمرها… مبالغ فيها إلى حد كبير”.

من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن المخاوف الأمريكية من تطوير إيران أسلحة نووية ليست مشكلة معقدة ويمكن حلها نظرا لمعارضة طهران لأسلحة الدمار الشامل.

وأوضح أن “طهران مستعدة لمنح الولايات المتحدة فرصة لحل الخلافات بين البلدين” وذلك بعد يوم من إعادة ترامب تطبيق سياسة “أقصى الضغوط” على إيران. وأضاف: “رغبة المؤسسة الدينية هي منح فرصة أخرى للدبلوماسية مع ترامب، لكن طهران تشعر بقلق عميق إزاء التخريب الإسرائيلي”.

ورغم اعتراضات الشخصيات الأكثر تشدداً في إيران، والممثلة في بعض الصحف والسياسيين، لمح المرشد الأعلى علي خامنئي عن تأييد للمفاوضات مع واشنطن.

ففي خطاب ألقاه أمام مسؤولين حكوميين وسفراء الدول الإسلامية في طهران أواخر يناير، قال خامنئي: “خلف الابتسامات الدبلوماسية تختبئ عداوات وأحقاد”، وهذا ما تم فهمه على أنه تأييد ضمني للتفاوض. وأضاف: “عندما تعرف الطرف المقابل، يمكنك التوصل إلى اتفاق عن دراية كاملة. نحن بحاجة إلى فهم الطرف الآخر ومعرفته.”

وأشارت مصادر لصحيفة “لوموند” إلى أن “البراغماتيين” داخل الحلقة الضيقة للمرشد الأعلى والحرس الثوري “يتحركون للتأكيد على أن المفاوضات باتت ضرورية، وإلا فإن البلاد تتجه مباشرة نحو الكارثة”.

واعتبرت المصادر أن خزائن الدولة الإيرانية فارغة، لافتة إلى أن الصين التي كانت تشتري 2 مليون برميل نفط يوميا من إيران، انخفضت مشترياتها إلى 1.5 مليون برميل مع وصول ترامب إلى الحكم.

لكنها أضافت: “السؤال الأساسي اليوم هو ما إذا كانت هذه الأصوات البراغماتية ستنجح في إسماع وجهة نظرها وإعادة النظام إلى رشده، في وقت لم يعد يمتلك فيه سوى أوراق قليلة”.

حتى صحيفة “جافان”، المقربة من الحرس الثوري، استنكرت قيام بعض المسؤولين بـ”إرسال إشارات ضعف” إلى الولايات المتحدة، لكنها أقرت بأهمية المفاوضات قائلة: “بحكم البراغماتية، فإن الحوار هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.”

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP