الجديد

عدنان منصر: قيس سعيد .. "الرئيس الزاهد" !

كتب: عدنان منصر
في اطار متابعة تداعيات نتائج الدور الأول من رئاسيات تونس 2019 ،التي دارت الأحد 15 سبتمبر 2019 ، ننشر في موقع “التونسيون” تفاعلات النخب السياسية والأكاديمية مع النتائج الأولية، والتي كشفت عن فوز كل من أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد ، ورجل الأعمال وصاحب قناة نسمة نبيل القروي.
ننشر في ما يلي نص للجامعي والأكاديمي، عدنان منصر، نشره في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وهو بمثابة “بروفايل” لقيس سعيد، من زاوية مهمة ومسكوت عنها.
“هناك رسالة أخرى يلقي بها إلينا تصدر قيس سعيد للرئاسيات في دورها الأول، ولعله من سوء حظنا أن الكثيرين فهموها وتلقفوها قبلنا. هذه الرسالة تتعلق بالزهد. البارحة مثلا، ترك الرجل الإعلام ينتظر أن يقف أمام الكاميرات وعاد ببساطة إلى بيته.
في السياق العادي، لا يفوت الفائز مثل هذه الفرصة. جماعة “الحوار” لم يفهموا شيئا وبدا من بعض تعليقاتهم أنهم يكتشفون ردود فعل رجل يأتي من زمن ما قبل الإعلام.
هذا مظهر من مظاهر الزهد لا يلتقطه إلا أصحاب البصيرة. لماذا عاقب الناس الجميع بقيس سعيد؟ لإعادتهم لمثل هذه اللحظة: لحظة أن الصدق لا يحتاج مرآة مكبرة. كل أولئك الذين اعتقدوا أنهم رموز الثورة، بدايتها ومنتهاها، سقطوا كقصور من ورق أمامه. لأن الناس لاحظوا شيئا لم يلاحظه المنخرطون في الماكينات: أن الصدق، والزهد، وغيرهما من الفضائل، تتحول في نقطة ما إلى مجرد أصل تجاري، إلى علامة تجارية، إلى ذريعة تبرر ولا تفعل غير أنها تبرر لأشياء مختلفة تعتمل في دواخل النفس.
يمكن أن تكون زاهدا في المال، أو في المأكل والملبس، ولكن الزهد الحقيقي هو الزهد في الموقع. هذا هو المثل الحقيقي. الزهد يتناقض مع الأنانية، مع اعتبار أنك مركز الكون، وأنك إله صغير ظل طريقه إلى السماء ووجد نفسه، يا للأسف، وسط سديم الرعاع.
أعرف من أصدقاء قيس سعيد كثيرين، من مستوى جامعي وأكثر من جامعي، ممن كانت لهم تجارب قصيرة في الأحزاب التي خرجت البارحة منهزمة.
لومهم الأصلي هو أن ما يُفعَلُ هناك، يكشف في منعرج ما، عن تناقضات حزينة بين ما يخرجه المرء للناس، وما يضمره في دواخل نفسه. هذا خارق. وأنت تمارس السياسة، سعيك لإدخال الناس في بيت مغلق وإبقائهم هناك، تأمرهم وتنهيههم، ووصم المتنطعين منهم بالخيانة، هو خطيئة منهج، وخطيئة نفس.
إصلاح المنهج ممكن لمن يريد، أما إصلاح النفس، فيبدأ بالاستعداد للتعلم، والاعتراف أن الهزيمة لم تأت صدفة، وإنما أنت من سعى إليها بإصرار غريب !“.

بساطة وزهد

الشعب يريد، مرة أخرى
رابط صفحة عدنان منصر:
https://www.facebook.com/AdnenManser/?__tn__=kC-R&eid=ARBG1zERf0MkeFw0PGrTFeXhVBeZkGzGgU-9O87bI3nqpzUPy-rDMUObn93kr5M9_6ygNCzjjkv_I0gR&hc_ref=ARTTuqEgP1Ih7xgCm6qtOplCYvnBwQmMD6K_VHiogQ_HOIIJsDzmpqrhvtvUOOhGbKc&fref=nf&__xts__[0]=68.ARCQJq3tauJZ5W5qZ1AXXEsQdQHKIYKXW8MAK5g2Kztwld51E39rI9IqRYL_x76nk-vBkZsfNFUoHnCni4OkkSMFr_CvsfpvXQgycHmgb68K9ehbF038_43GCiadNa17H-McFfHSd4Nxw0aKgZiq9aB-7vX9XaZVaN26fI9fO6b3eZLayATxt1oVzBuDu0nJVdyifBvRcsq3zf3C0kDG24dAyaltSlb7KdhhIKZtgJ02VXG963YqdjmVy3ID7DbITmnIvN99J57LnRMaS7HzD1_edLRtJjuseOnb8NdmMOJhrzZiFBqlkujuA4zTnHGPfzWV3yQjpb61eZmCE7ald8vp0xZUvSmnu9yO0ymhb-3kHxyImfyR
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP