تونس- التونسيون
تعددت التصريحات الصادرة عن الكتل البرلمانية والحزبية الرافضة للمشاركة في حكومة يكون فيها حزب “قلب تونس”، وذلك على خلفية اتهام هذا الحزب بشبهة “الفساد”، برغم أن حزب نبيل القروي له كتلة برلمانية وازنة ومؤثرة ( 38 نائبا)، لكن مع ذلك فان مواقف الأحزاب جعلته في شبه “عزلة سياسية”، في المقابل يسعى رموز هذا الحزب لفك هذه “العزلة”، وبرز ذلك من خلال التصويت لفائدة راشد الغنوشي لرئاسة البرلمان، كما لا يستبعد – وفق تسريبات موثوق بها – أن يصوت “قلب تونس” لحكومة لا يكون مشاركا فيها بصفة رسمية وعلنية.
هذا وقد جدد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي موقفه الرافض لتواجد قلب تونس في الحكومة المقبلة، وذلك بعد التقاء رئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد بوفد عن حزب القروي وذلك في مستهل بداية المشاورات التي شرع فيها بداية من الاثنين الفارط.
وقال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، امس الأربعاء، إن حركة النهضة لن تشارك في حكومة يشارك فيها حزب قلب تونس، مؤكدا أن النهضة ترفع، على غرار أحزاب أخرى، الفيتو على مشاركة بعض الأحزاب في الحكومة.
وأضاف الغنوشي، في تصريح صحفي عقب لقاء تشاوري جمعه برئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي في قصر الضيافة بقرطاج، أنه لمس لدى الجملي رغبة في تكوين حكومته بأسرع وقت ممكن، وفهم منه خلال اللقاء توفر حظوظ كبيرة لدعم الحكومة المقترحة في البرلمان.
واعتبر رئيس حركة النهضة (رئيس البرلمان) أن اللقاء الأولي الذي جمعه برئيس الحكومة المكلف كان إيجابيا، مشيرا إلى أنه لم يتم خلاله التطرق إلى التفاصيل بشأن الحقائب والمواقع.
وذكر في هذا الخصوص أنه تم تناول التوجهات العامة للحكومة وأولوياتها في هذه المرحلة، خاصة منها الاجتماعية والاقتصادية وكل ما يتعلق بحياة الناس، ومواجهة الفساد بحزم، وفق تعبيره.
وأشار إلى أن رئيس الحكومة المكلف قدم لـوفد حركة النهضة صورة عامة عن اتصالاته بالأحزاب المعنية وبالمنظمات الوطنية، وعبر عن تفاؤله بردود أفعال الأحزاب التي تحاور معها، والتي قال إنها أبدت الاستعداد للمشاركة في الحكومة لكن على أساس برنامج.
وذكر الغنوشي بـالاتفاق على أن تنطلق لجنة للبرامج، تضم ممثلي الأحزاب التي قبلت مبدأ المشاركة في الحكومة، في تحديد البرامج والاتفاق حولها ما سيجعل الحكومة تنطلق بأقصى سرعة بعيدا عن التنازع على المواقع والمحاصصة، وفق تعبيره.
كما قال القيادي بحزب تحيا تونس  مصطفى بن أحمد إن الحزب لن يشارك في حكومة تضم قلب تونس وائتلاف الكرامة.
واضاف بن أحمد في مداخلة على قناة التاسعة أنه حتى لو قبل رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي بشرط عدم مشاركة حزب قلب تونس في الحكومة فإن الحزب سيدرس الموضوع ومن بعد يقرر.
من جهته علّق النائب بمجلس نواب الشعب عن حزب قلب تونس حاتم المليكي على تصريحات رئيس البرلمان و رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، التي قال فيها إنّه “يعتقد أنّ قلب تونس ليس مشمولا بالمشاركة في الحكومة المقبلة“.
و بيّن المليكي  أن الغنوشي يعتقد ما يشاء، مشيرا إلى أن المسألة الآن بيد رئيس الحكومة المكلّف الحبيب الجملي، الذي أكدّ في تصريحات إعلامية، أنه سيُجري لقاءات مع مختلف الأطراف السياسية، وعلى هذا الأساس، فإنّ حزب قلب تونس سيتعامل مع التصريحات الرسمية و سيستمع لمقترحات الجملي ، ليقرّر إثر ذلك المشاركة في الحكومة القادمة من عدمها، حسب تعبيره.
وكان رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي، قد شرع  الثلاثاء، في مشاورات مع الأحزاب السياسية لتشكيل الحكومة الجديدة عقب الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 6 أكتوبر الماضي. وقال إنه لن يستثني أي حزب من هذه المشاورات.
للاشارة فان حزب حركة النهضة، الحزب الفائز بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان الجديد (52 مقعدا من جملة 217)، اختار الحبيب الجملي لتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة.