تونس- التونسيون
توفي اليوم، 19 سبتمبر 2019، بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وحسب تقارير اعلامية متطابقة، فان بن علي، أوصى بدفنه بمكة المكرمة.
بالمناسبة، كتب الوزير الأسبق زمن بن علي، البشير التكاري، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، أن “الرئيس زين العابين بن علي كان حريصا على المحافظة على السيادة الوطنية وهو ما لم يعجب من ساهم في الانقلاب عليه”.
وأضاف “لقد كان ايضا حريصا على ظروف عيش المواطنين وخاصة ضعاف الحال وذوي الاعاقة. لم يكتف بالمحافظة على الارث البورقيبي في مجال حقوق المرأة بل دعمه واعطى لمجلة الاحوال الشخصية مكانة دستورية”.
مشيرا الى أنه “حافظ ايضا على مبادئي الديبلوماسية والعلاقات الدولية التونسية حتى في اصعب الظروف مثل حرب الخليج”.
وفي عهده “شهد الاقتصاد التونسي نسبة نمو بمعدل 5% رغم الازمة العالمية وتراجع انتاجنا من البترول” .
وقال التكاري “الا انه لم تكن لبن علي الجرأة الكافية في مجال الحريات والاصلاح السياسي وما قام به بالنسبة لما كان عليه الوضع في هذا المجال قبل 7نوفمبر1987 حصل بخطى بطيئة ومترددة”.
وشدد على “ان الرئيس بن علي لم يواجه بالصرامة الضرورية تجاوزات العديد من اصهاره مما ساعد ايضا عملية ازاحته من الحكم” .
وأشار الى أن “التاريخ سيسجل بلا شك ما قدمه بن علي لهذا الوطن الذي يبقى ايجابيا رغم السلبيات التي يركز عليها البعض محاولين طمس انجازاته العديدة”.
من هو بن علي:
ولد زين العابدين بن علي في 3 سبتمبر 1936 بمدينة حمّام سوسة و توفي اليوم الخميس 19 سبتمبر 2019 في السعودية  بعد أشهر من الصراع مع المرض إنتهى إلى غيبوبة.
وبن علي هو الرئيس الثاني لتونس منذ استقلالها سنة 1956 بعد الحبيب بورقيبة، وبقي على في الحكم  من 7 نوفمبر 1987  إلى 14 جانفي 2011 قبل أن يغادر البلاد إلى منفاه الإختياري في السعودية عقب ثورة أطاحت بنظامه.
تلقى بن علي تكوينا عسكريا في فرنسا وتحصّل على ديبلوم من المدرسة العسكرية في سان سير  ثم من مدرسة المدفعية في شالون سور مارن بفرنسا.
كما تلقى تكوينا في المدرسة العسكرية العليا للاستخبارات والأمن في بلتيمور بالولايات المتحدة، ومدرسة المدفعية الميدانية (تكساس، الولايات المتحدة) قبل أن يتولى الإشرف على الأمن العسكري التونسي طيلة 10 سنوات.
عمل بن علي لفترة قصيرة كـملحق عسكري في المغرب وإسبانيا ثم عين مديرا عامًا للأمن الوطني في 1977.
كما شغل منصب سفير تونس  في بولونيا طيلة أربع سنوات. ثم عين وزير دولة ثم وزيرا مفوضا للشؤون الداخلية قبل أن يعين وزيرا للداخلية في 1986 ثم وزيرا أوّلا في حكومة الرئيس الحبيب بورقيبة في أكتوبر 1987، قبل أن يطيح به اثر انقلاب دستوري ”ناعم” في 7 نوفمبر 1987، مستندا إلى تبرير طبي يشهد بعجز الزعيم الحبيب بورقيبة على مواصلة مهامه.
خلال سنواته الأولى في الحكم عرفت البلاد انفتاحا غير مسبوق على الحريات وحقوق الإنسان  تلاه تطوّر اقتصادي،  لكن سرعان ما تحوّل ذلك إلى  إنغلاق سياسي وتضييق على الحريات العامة والإعلام.
كما استشرى الفساد وأحكمت قلّة من أفراد عائلته وأصهاره على الإقتصاد الوطني ومقدرات البلاد، وهي من الأسباب المباشرة التي أدّت إلى احتجاجات واسعة و انتفاضة شعبية انتهت بإنهيار نظامه وفراره  يوم 14 جانفي 2011 إلى المملكة العربية السعودية حيث عاش إلى أن فارق الحياة.
حوكم غيابيا في عدد من القضايا ابان الثورة وإلى حدود ماي 2018، بلغت الأحكام الصادرة في حق بن علي 5 أحكام بالمؤبد و207 سنة سجنا و6 أشهر و218 مليون دينار تونسي خطية.