منذر بالضيافي
علم موقع “التونسيون”، من مصادر مطلعة وموثوقة، أن الرئيس الباجي قايد السبسي، قد التقى أمس الأربعاء 20 مارس 2019 برئيس الحكومة يوسف الشاهد، وذلك قبل الخطاب الذي ألقاه الرئيس السبسي، بمناسبة الذكرى 63 للاستقلال.
وكان الرئيس قد أكد في خطابه على “إن مواصلة القطيعة اليوم لا تخدم تونس”، ودعا قايد السبسي ، رئيس الحكومة إلى تجاوز الخلاف بين رأسي السلطة التنفيذية،  مشيرا إلى أن مواقفه ضد سياسات الحكومة اتخذها بصفته رئيسا للجمهورية، وبالتالي ليست استهداف لرئيس الحكومة، مثلما ذهل الى ذلك البعض.
في ذات السياق، رفض رئيس الحكومة اليوم الخميس 21 مارس 2019، التعليق على خطاب الرئيس، واكتفى  الشاهد في تصريح مقتضب لمراسلة الجوهرة اف ام، بالقول: “أحيي رئيس الجمهورية على وطنيته ولا أعلق على خطابه”، في اشارة يفهم منها التقاط للشاهد لأهم رسالة في خطاب الأمس، والمتعلقة بدعم “الوحدة الوطنية” لمواجهة التحديات التي تواجه الوطن.
تجدر الاشارة، الى أن  الرئيس أكد على ضرورة “الوحدة الوطنية”، بعد أن استعرض الحصيلة السلبية خاصة في البعد الاقتصادي، وهي حصيلة لا تتحمل فيها الحكومة المسؤولية  لوحدها فقط،  بل يجب وضعها في سياق ما بعد مرحلة انتقالية، عرفت فيها الدولة حالة من الضعف، وما تزال الأوضاع توصف بعد ثمانية سنوات من الثورة بكونها “هشة”.
في خطابه للشعب التونسي بمناسبة الذكرى 63 للاستقلال، شدد قايد السبسي على ضرورة الوحدة الوطنية، ودعم التوافق الوطني بعيدا عن الاقصاء، بوصفها الطريق الأسلم لإنقاذ الوضع الصعب الذي تعيشه البلاد.
ولعل ما يدعم مبدئية الرئيس السبسي، في دعم التضامن والمصالحة بين أركان الفريق الحاكم، أنه اختار في خطاب اليوم، عدم احراج حليفه السياسي السابق، ونعني هنا حزب “حركة النهضة”، من خلال تحاشي اثارة قضايا تثير حفيظة النهضويين، مثل ملف “الجهاز السري” وغيرها من القضايا التي سبق وأن أثارها في الأيام الأخيرة، ما يشير الى استمرا “حبل الود” بين الشيخين”..
وهو ما أشار اليه راشد الغنوشي الأسبوع الفارط في تطاوين، أذ أشار الى “التواصل” مع الرئيس السبسي، مشيرا الى أن “هناك خيط تواصل وحرصنا على ذلك ونحرص على تمتينه ..لسنا من وضع حدا لسياسية التوافق ، النداء هو من توقف عن هذه السياسة ..بالنسبة لنا التوافق استراتيجية مازالت البلاد تحتاجها الى اليوم”.
و علم موقع “التونسيون” أن الرئيس قايد السبسي قد أجرى لقاءات في الأيام الأخيرة مع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي كان اخرها يوم الاثنين الفارط، وفق تأكيدات مصادر عليمة.