الجديد

خالد شوكات يتوجه برسالة الى قيادات "النداء الكبير"

توجه القيادي في حركة “نداء تونس” خالد شوكات برسالة الى القيادات التاريخية والمؤسسة لحركة “نداء تونس”، أراد صاحبها أن تكون “رسالة الى قيادات النداء الكبير من أجل اعادة التوحيد والبناء والعمل المشترك”.
في ما يلي نص الرسالة كما وافانا بها صاحبها:
“الى الاصدقاء محسن مرزوق ورضا بلحاج وسلمى اللومي وَعَبد العزيز القطي وبوجمعة الرميلي وأنس الحطّاب ونور الدين بن تيشة وناجي جلول وفوزي اللومي وكافة الأسماء التي أسهمت في بناء النداء خلال مرحلة التأسيس (2012-2014)، ثم انشقت عنه او فارقته أو اصابها يأس من إصلاحه فغادرت المسؤولية بهدوء، مع الاعتذار للغالبية نخبا قيادية وهياكل وقواعد وفية، ممن لم اذكرهم بالاسم، ليس استنقاصا أو كرها بل تقديرا ومحبّة.
النداء ما يزال ضرورة وطنية، فلا احد تمكّن من سد الفراغ الذي تركه، ولا احد له ذات الخزّان الشعبي، أو ذات الخطاب الوطني الاصلاحي الدستوري الوسطي الحداثي المعتدل المؤمن بمشروع بلادنا ما بعد الثورة في الديمقراطية والتنمية والمصالحة الوطنية، ولا احد ممن أراد انتزاع تمثيليته بمقدوره الذهاب الى المستقبل بمفرده، كما لا احد قادر على إنجاز مشروع حقيقي للحكم قابل للتنفيذ.
وها قد جرّبنا جميعاً السير فرادى او شبه فرادى، تغذي خيالنا نرجسيات خاوية على عروشها، واتهامات متبادلة لا سند لها، وبقايا هواجس ايديولوجية مستوردة من زمن الحرب الباردة، فما كانت النتيجة يا ترى، غير دفع بلادنا نحو التشدد والانغلاق والاقصاء المتبادل الذي لن يبنى تقدما او يصنع حضارة.
الحق اقول ايها الاصدقاء، الرفاق والاخوة، لا شيء يحول دون اجتماعنا من جديد، لو صدقت النيّة وصحّ العزم وخلص العمل، فقد أزالت “اللطخة” جلُّ العوائق وأفسحت المِحنة المجال للتقييم وإعادة البناء على أسس سليمة.. المؤسساتية والقوانين والابتعاد عن الانطباعية والمزاجية والشللية الضيّقة، والتحلي بالشجاعة والصراحة والشفافية والنزاهة، وتحكيم العقل والاعتماد على آليات العمل الديمقراطي، والحفاظ على التنوّع في إطار الوحدة، والاجتهاد في تقديم “مشروع حضاري وطني” لبلادنا.
على الرغم من اني لا اتمنى الفشل لأي تيار سياسي، فإنني شبه متيّقن بان السنوات الخمس القادمة (2019-2024) ستواصل “الطابع الانتقالي” لمسارنا الوطني الديمقراطي، فشعبنا سيصل الى رؤية اكثر وضوحا في المستقبل القريب، وسيعود لخط الاعتدال من جديد، خط المحافظة على المكتسبات والواقعية السياسية والوسطية الفكرية والطموح الوطني، وهي اللحظة التي يجب ان نساهم في الاعداد لها موحّدين، والتحضير للمساهمة في تجسيدها مجتمعين، بعقل وقلب صافيين متّقدين ثقة في النفس وحيوية وتسامحاً.
لن يعدم العقل السياسي الندائي القدرة على استنباط أشكال الحوار الداخلي او التوصل لصيغة العمل المشترك المطلوبة، كما سيكون مخيّبا للآمال تضييع تراث ذلك الزعيم الكبير الذي جمعنا ذات سنين، خدمة لمشروع بلادنا في صون الاستقلال والجمهورية والديمقراطية ومواصلة السير ببلادنا في طريق التقدم والحضارة.
لقد كانت وصية الباجي قائد السبسي رحمه الله ان نعتصم بحبل الله والوطن وان لا نتفرق، وان نذكر دائما نعمة التأليف بعد العداوة.. كما هي وصية جميع روّاد الحركة الوطنية الاصلاحية على مر العقود، وفيّ مقدمتهم الزعماء الشيخ عبد العزيز الثعالبي والرئيس الحبيب بورقيبة والشهيدان فرحات حشّاد وصالح بن يوسف رحمهم الله.
والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق”.

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP