الجديد

صحف عربية: هل يؤجج الإضراب العام في تونس التوتر السياسي؟  

تونس- التونسيون – بي بي سي
تناولت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية الإضراب العام الذي شارك فيه مئات الآلاف من التونسيين بعد أن رفضت الحكومة مطالب اتحاد الشغل رفع أجور الموظفين.
ووصفت صحف الإضراب بأنه “أكبر إضراب عام في تونس منذ خمسِ سنوات”.
وأشادت صحف بالإضراب، وتنبأت أخرى بأنه ربما يكون اتحاد الشغل التونسي في طريقه للتصعيد.
وحذر كتاب من “ثورة جياع” ومن تأجيج “التوتر السياسي”.

“شيء يرفع الرأس”

يثمن حكيم مرزوقي في العرب اللندنية الإضراب التونسي، ويقول: “أمام هذا المشهد الذي قد يكون صحيا في وضع مأزوم، ما على المراقب الإيجابي إلا أن يقول للتونسيين: برافو.. شيء يرفع الرأس في أزمنة الانتكاسات والنكوص والارتهان لصندوق النقد الدولي الذي يملي على الحكومات سياسته، ويتعامل مع الشعوب كزبائن مديونين وأذلاء”.
ومن جانبه، يرى أمين بن مسعود في الجريدة نفسها أن تونس “عاجزة عن إدارة الأزمة”.
ويقول: “الأخطر من الأزمة الحالية المتصاعدة في تونس بين الاتحاد العام التونسي للشغل وبين التحالف الحكومي الحالي، كامن في العجز العام عن إدارتها والإحاطة بها، دون الحديث عن تملك أدوات حلها وتفكيكها”.
ويضيف: “لا أوراق في جعبة رئيس الحكومة يوسف الشاهد، ولا بيادق في رقعة شطرنج الأمين العام للاتحاد نورالدين الطبوبي، لا ترف لدى الرجلين اللذين يقفان متقابلين، يحدّق الواحد في الآخر وينظر كل واحد إلى مسدس الآخر، والمفارقة أن الطرفين يدركان تمام الإدراك أنّ المسدسين غير مشحونين أصلا بالرصاص”.
وتتساءل الديار اللبنانية: “هل يهدف الإضراب في تونس إلى الإطاحةِ بيوسف الشاهد؟”.
وتقول الجريدة: “هذا التصعيدُ اختبارٌ حقيقي لقدرةِ حكومةِ رئيس الوزراءِ يوسف الشاهد على إدارةِ معركة قوية والمضيّ قدماً في خططِ إصلاحات اقتصادية معطلة وسط أزمة سياسية واقتصادية حادة تعصفُ بالبلاد”.
“ثورة البطون الخاوية”
ويشير المنجي السعيداني في الشرق الأوسط اللندنية إلى أن الاتحاد العام التونسي للشغل حذر “إثر فشل مفاوضاته مع الحكومة بشأن الزيادات في الأجور، من ثورة ̕ البطون الخاوية ̔ في حال استمرت الأوضاع الاجتماعية في الانحدار، وانهيار القدرة الشرائية للمواطنين”.
وينقل عن منعم عميرة، الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل المكلف الوظيفة العمومية، قوله “إن الإضراب سجل نجاحاً بنسبة 95 في المائة، خصوصاً أنه تزامن مع اجتماع عمالي أمام مقر البرلمان بالنسبة لعمال ولايات تونس العاصمة وبن عروس وأريانة ومنوبة، وتجمعات عمالية أمام مقرات الاتحادات الجهوية للشغل”.
ويرى حسن سلمان في القدس اللندنية أن الإضراب ربما “يؤجج التوتر السياسي” لأنه أعاد “إلى الأذهان أجواء مناسبتين يتذكرهما التونسيون جيدا، تتعلق الأولى بأحداث ̕الخميس الأسود̔، رغم الاختلاف الكبير في تعامل السلطات مع الاحتجاجات قبل الثورة وبعدها، وتتمثل المناسبة الثانية بـ ̕اعتصام الرحيل̔ الذي أدى إلى رحيل حكومة الترويكا”.
ويضيف: “على صعيد آخر، شهد الاحتجاج العمالي أمام البرلمان حدثا جديدا تمثل بانضمام نواب كتل نداء تونس والجبهة الشعبية والكتلة الديمقراطية وحركة الشعب إلى المحتجين، وهو ما أعاد إلى الأذهان أجواء اعتصام الرحيل قبل خمس سنوات، حيث تجمّع أنصار النداء والجبهة مطالبين بإسقاط الحكومة وحل المجلس التأسيسي”.
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP