كتب: منذر بالضيافي
أعاد الرئيس التركي طيب رجب أردوغان، اليوم الثلاثاء 23 أكتوبر 2018، في خطاب رسمي أمام نواب حزبه في البرلمان، ما سبق وأن تم ذكره خلال الأيام الأخيرة، من “أن فريق سعودي مشكل من 15 عضوا خطط لقتل الصحافي جمال خاشقجي قبل أيام من قدومه إلى اسطنبول”.
وان كان تصريح أردوغان مخالف للرواية الرسمية السعودية، بشأن مقتل الصحافي، كونه توفي أثناء شجار مع مسؤولين سعوديين داخل القنصلية، فانه لا يدين الرياض، وهو الذي ناشد السعودية بكشف الجريمة.
كما دعا النظام السعودي الى كشف المتورطين من اسفل السلم الى اعلى السلم ، في اشارة واضحة ، لكن بكل “ديبلوماسية” لتورط مسؤولين كبار في الجريمة. وأحرج الرياض عند التأكيد على ان ما وقع كان مخططا له وليس صدفة. وكذلك أحرجها أكثر عند مطالبته للسعودية بمحاكمة المتورطين في اسطنبول.
خطاب أردوغان، جاء مخيبا لكل  الانتضارات الكبيرة التي علقت عليه، والتي ذهبت حد اعتبار أن اليوم الثلاثاء سيكون يوما أسودا للمملكة، بل أن الرجل وهو يخاطب شعبه والعالم كان حذرا وبراغماتيا في نفس الوقت.
ولا نبالغ بالقول بأن كلمته اليوم كانت للاستهلاك الاعلامي والسياسي لا غير، فضلا عن كونها جاءت مسكونة بالرغبة في تحقيق أكثر ما يمكن من المغانم الاقتصادية والرمزية وهي مهمة عند السلطان العثماني الجديد. وهو ما تحقق له فعلا، من خلال متابعة العالم بأسره عبر شاشات كل التلفزات لخطابه حول مقتل خاشقجي، الذي جعل اسطمبول عاصمة عالمية، مثلما كانت منذ تأسست.
عموما، يدرك أردوغان أكثر من غيره، أنه  يدير أزمة خاشقجي وفق حسابات استراتيجية معقدة، وهو الذي يريد أن يذهب جزء مهم من ريعها لحساب ومصلحة أنقرة أولا.. برز ذلك جليا من خلال الافراط في تفاصيل ذكرت وأصبحت مملة، فضلا عن عدم التماسك في رواية الأحداث وسردها والانتقال من فكرة الى أخرى دون رابط منطقي، والأهم هو هروبه لطرح الأسئلة، وهو المطالب بتقديم اجابات قاطعة..
واهم من يتوقع كشف جريمة القنصلية.. رحم الله خاشقجي.