الجديد

سليماني ابكى حماس .. ويزيح الالتباس

بسام عوده*
مقتل قاسم سليماني ابكى حماس ، حماس المحيرة في مواقفها سقطت مرة أخرى في احلام العاطفة ، في قاموس السياسة ( العواطف  لعب عيال) ، وموقف حماس اشبه بذلك . حماس الغارقة في الانقسام الفلسطيني والعربي لا زالت تمارس مواقف الخفة، دون التفكير بالعواقب ، وكلما وجدت حضن  ارتمت فيه وكأنها تمارس المراهقة لا السياسة .
في مقتل سليماني أرسلت تعازيها في بيان مكتوب لتؤكد تضامنها مع ايران ، وكيف لا والرجل يترأس فيلق القدس دون ان يطلق رصاصة واحدة من اجلها ، القدس لا تحتاج شعارات واسماء ومسميات وفيالق وقوات ، القدس تحتاج صدق الموافق لإنقاذها من التهويد بدون شعارات.
كما أغرقنا هؤلاء في المتاهات، القدس شعار لمن يحلو له منها يقتات، مثل شعارات وأهازيج نصر الله هيهات هيهات من الذل هيهات، نحن نتقن سماعة الكلام ونقيم المراسم والتجمعات، لكن السؤال المطروح أين النتيجة، ما حققنا من تلك التركات.
حماس اليوم بمواقفها الغير محسوبة سيكون لها وضع اسواء مما هو عليه، غزة محاصرة تعاني الحاجة والفقر وانعدام مرافق الحياة ، معاناه لا تشبهها معاناة ، كان على حماس ان تخرج من دوامة الانقسام وتتصالح مع الداخل وتبني جسور مع محيطها العربي ، من اجل الحفاظ على المواقف المعتدلة التي تتيح لها خطوات المصالحة لإنقاذ غزة مما تعانيه.
لا يختلف على حب فلسطين اثنان وهى الأعز والأغلى عند الشعوب، قضية حق وتحتاج مواقف صادقة ودعم شعبها في كل الجوانب المادي والمعنوي ، فلسطين اكبر مما يدور في اذهان البعض.
ماذا صنع سليماني للقدس صاحب فيلقها ، نحن من أضاع حقوق ابناء فلسطين ،لان المشهد اصبح وكأنه  دراما مسلية ، متى ندرك حقيقة الواقع السياسي ، بعيدا عن المغالطات التي لا تخدم إلا للمصالح الضيقة للجماعات.
كان على حماس ان تبعد عن خط التماس ، النار ملتهبة بين اقطاب ترسم لأوطانها السياسات وتجمع الحسابات نحن خارج اللعبة.
كان لنا قضية و وطن مغتصب وأصبح لنا قضايا رسمها الكبار ونفذها الصغار ، كيف نتوضأ بالدم استعدادا للصلاة ،نحن نعشق المظهر ونخفي واقعنا المرير ،سننتظر ماذا ستجنى حماس ببكائها  على صاحب “فيلق القدس” .
*صحفي أردني مقيم في تونس

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP