الجديد

في تشكيل الحكومة.. برنامج الحكم أولا

بقلم: خالد شوكات
دعا الرباعي الراعي للحوار الفائزين في الانتخابات البرلمانية إلى الإسراع في تشكيل الحكومة، لان تونس تحتاج الى انطلاقة سياسية جديدة بأسرع وقت، تؤمن لها مواجهة التحديات التنموية المتعاظمة وإيجاد حلول جذرية للمطلبية المتفاقمة.
كمنهزم في الانتخابات، علي التأكيد بأنّني اتمنى ان يحالف النجاح الفائزين، لان النجاح سيعود علي الجميع ولن يكون حكرا على اهل الحكم او اتباعهم، أما الفشل فسيدفع ضريبته الوطن، وتهنئة الخاسر للفائز في الديمقراطيات العريقة والمحترمة تقليد ثابت وجميل.
ثمّةَ خطأ منهجي ارتكب طيلة السنوات الماضية عندما يتعلق الامر بتشكيل الحكومة بعد كل استحقاق انتخابي، حيث يبدأ الناس بالحديث عن الائتلاف الحزبي المحتمل والاحزاب المرشحة للانضمام إليه، ثم تتسابق وسائل الاعلام لاحقا للترويج لأسماء المرشحين لعضوية الحكومة، وكأنها بصدد الحديث عن اللاعبين المؤهلين للالتحاق بالمنتخب الوطني لكرة القدم.
الصواب اذاً، ان يبدأ مسار تشكيل الحكومة بالبحث عن توافق حول برنامج العمل الحكومي وأولوياته للسنوات الخمس القادمة، ثم تأتي التفاصيل الاخرى المتصلة بالأسماء التي ستتولى التنفيذ لاحقا، كأن يقال مثلا ان أولويات الحكومة الجديدة وبرنامج عملها سيقوم على الاولويات التالية:
مكافحة الفساد، تنفيذ الاصلاحات الكبرى في القطاعات الأهم، التحكم في مؤشرات المالية العمومية، استكمال بناء المؤسسات الدستورية، تركيز المنوال التنموي الجديد، مواصلة مشروع اللامركزية الموسّعة..الخ
فإذا ما جرى التوافق حول هذه الاولويات او غيرها، بين الأحزاب الفائزة التي يفترض انها متقاربة في توجهاتها، سيكون بالمقدور وبسهولة نسبية الاتفاق ساعتها على توزيع موضوعي وبحسب الكفاءة المطلوبة للتشكيلة الحكومية.
الخلاصة، علينا تغيير العادات الفاسدة بمنح المقاربات الموضوعية الأسبقية على الاعتبارات الشخصية والذاتية، فنحن امة تميل الى “الشخصنة” وتستسلم للأمزجة، وتلك علّة كبرى.

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP