الجديد

المشيشي في طرابلس .. تونس تعود الى ليبيا

هشام الحاجي

لا يمكن بأي حال من الأحوال الالتقاء حول تقييم وحيد للزيارة التي قام بها رئيس الحكومة هشام المشيشي إلى طرابلس نهاية الاسبوع المنقضي. ذلك أن تعدد المقاربات و التقييمات يمثل دليل على حيوية النخب وكذلك أهمية الزيارة التي تحولت الى حدث بارز.

لكن، و في إنتظار المرور إلى وضع ما وقع الإتفاق عليه بين هشام المشيشي و عبد الحميد دبيبة موضع تنفيذ، فإن زيارة  المشيشي إلى طرابلس، تمثل في حد ذاتها منعرجا إيجابيا، و إنجازا سيحسب لرئيس الحكومة.

ذلك أن السنوات الأخيرة شهدت غيابا محيرا لتونس عن ليبيا، و اكتفت الحكومات المتعاقبة منذ 2011 بمتابعة ما يجري في ليبيا، من أحداث أو البحث عن لعب دور ” المناولة” ، ضمن اصطفافات وراء قوى إقليمية و دولية، اتضح عقمها و تأكد أنها لعبت دورا عكسيا و همشت الدور التونسي.

زيارة هشام المشيشي إلى طرابلس على رأس وفد هام نوعيا و كميا، لم يترك الأشقاء الليبيين دون رد فعل إذ اعتبروا أن هشام المشيشي يوجه رسالة إيجابية، و أنه أيضا يشير إلى أن لتونس، من الإرادة و القدرات ما يجعلها الاجدر بعلاقات متميزة مع ليبيا.

يدرك هشام المشيشي  أيضا أنه يرث في مجال العلاقات مع ليبيا نقاط قوة مستمدة من تاريخ مشترك، يمتد لقرون و أيضا ملفات عالقة لها تبعات مالية و سياسية ، و يصعب أن يسقطها الجانب الليبي بجرة قلم، و لكن مد الجسور و الحوار و القطع مع أسلوب الكرسي الشاغر هو الكفيل بتحديد العوائق و تجاوزها.

ما يعتبر أيضا إيجابيا في زيارة هشام المشيشي إلى طرابلس، هو أن حفاوة الاستقبال لم تحل دون إعتماد الصراحة و الشفافية أسلوبا في الحوار، و هو ما سمح بالتطرق إلى ملفات ” مسكوت عنها “،  و لكنها تعيق تطور العلاقات بين البلدين، كأموال الليبيين في تونس إلى جانب المواقف من المحاور الإقليمية و سياسات القوى العظمى في المنطقة.

لا شك أن زيارة طرابلس تمثل أيضا فرصة لكل من عبد الحميد دبيبة و هشام المشيشي لتحسين وضعيتهما سواء في ليبيا أو تونس.

فعبد الحميد دبيبة يدرك أن حكومته لم تبسط بعد نفوذها على كل التراب الليبي، و أنها مدعوة لإتمام ترتيبات المصالحة،  و هشام المشيشي يواجه صدا كبيرا من رئيس الجمهورية و خاصة وضعا اقتصاديا و ماليا متدهورا ، قد يؤدي إذا لم يجد له بعض الحلول إلى إبعاده من قصر الحكومة بالقصبة.

 

 

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP