الجديد

ليبيا بين صراع القوى وتعقيدات الحل

بسام عوده
ليبيا في بداية الأزمة الاولى، بعد رحيل العقيد القذافي، كان الأمل يحذوا البعض بان تصبح واحة للسلام ومركز عالمي للاقتصاد ، وأهم من كان يحلم بحياة العدل والرفاهة ، عقارب الساعة مرت مسرعة، ومرت السنوات العجاف ودار لقمان على حالها.
ما تشهده ليبيا اليوم من صراع فاق التصور والخيال ، تطورت الأزمة وتشعبت حتى أضحت صراع للقوى الدولية ، خلايا الصراع اشبه بالمرض الخبيث، تسربت للجسم الليبي وانفصل العقل عن الجسم العاجز عن مواجهة الأوبئة، وسط خلافات  قصمت البلاد وقتلت العباد .
صراع المشير حفتر والسراج يشير ان الازمة أخذت حيزا كبيرا إلى ان وصلت إلى طريق مسدود ، وهو المخطط الذي رسمته أيدي خارجيه عربية ودولية.
منذ بدء الأزمة عام 2011، والتي أطاحت بمعمر القذافي وليبيا تعيش حالة حرب دائمة، ومختلفة في كل مكان وشبر وزنقة العقيد الراحل، الصراع في ليبيا صراع سلطة ومصالح اقتصادية بأيدي خارجية.
أعداد المرتزقة فاقت التوقعات ، وزادت معاناة شعب الذي لم يعرف الفقر والحرمان في ظل عهد القذافي ، فروسيا تحاول استنساخ الحالة السورية ، لكن البعد الإقليمي قد يعرقل اعادة المشهد إلى ليبيا،
التي تعد بوابة أفريقيا بالنسبة لروسيا الطامحة للسيطرة  على ثرواتها المغرية ، ما يجعل من الصراع في ليبيا صراع مصالح بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، بأيدي وأموال عربية.
في هذا المناخ حاولت  تونس بذل جهدا كبيرا من اجل فتح حوار بين الأطراف ولعبت دورا مهما بالتشاور مع المبعوث الأممي غسان سلامة ، لكن الأزمة أخذت بعدا اقتصاديا تتصارع علية القوى الكبرى ، والمغرب التي شهدت توقيع الصخيرات اصبح من الماضي ومنتهية صلاحيته في تزايد التدخلات الدولية ، والجزائر أيضا مغمورة في مشهدها السياسي الجديدة لإنقاذ البلاد باي صورة حتى لا تتكرر المأساة الليبية .
ومن الواضح أن استمرار التدخلات الخارجية ودعم أطراف الصراع في ليبيا بالسلاح زاد الطين بلة وأصبح الوضع اكثرا سوءاً، خرق القرار الأممي التابع للجنة العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا تقوم به دول تتمتع بعضوية الأمم المتحدة.
الازمة الليبية شلت الشأن الاقتصادي والاجتماعي في تونس ، فمنذ عودة الآلاف من ليبيا التي كانت تؤمن عائدا ماليا كبيرا للأسر التونسية ، والتجارة المعطلة بين الجانبان الا ما ندر عن طريق القنوات الغير شرعية ( التهريب ) بالإضافة ان تونس أصبحت تتحمل عبئ كبير لمرور الأفارقة الحالمين بالعيش الرغد في دول الاتحاد الأوروبي عن طريق ليبيا .
وأمام الأحداث المتسارعة اصبح الوضع مخيفًا في ظل التطورات الدولية، وزيادة حدة الانقسامات بين الأطراف المتناحرة ، ويبقى السؤال المطروح من يملك الحل والكيان العربي لا يملك اداة تحاول ان تجمع الأطراف ، بل أصبحت عنصر مؤيد لتقسيم ليبيا وهذا ما تطمح اليه أطراف عربية ودولية ، في خضم الوضع العام المتردي في كل مكان في بلاد ابناء العمومة؟
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP